الخميس، أبريل 07، 2011




  قصة الصمود




في إحدى القرى البعيدة كانت تعيش فتاة صغيرة اسمها جين و كانت بيضاء جميلة ذات عينين زرقاوين واسعتين وملامح دقيقة يعجب لرؤيتها كل من رآها , لم تتجاوز جين الحادية عشرة من عمرها , وكانت تدرس في المدرسة الداخلية التي حضرت إليها بعد وفاة والديها اثر مرض انتشر في قريتهم منذ أن كانت صغيره , وكانت هي من اللذين نجو بفضل من الله من ذلك المرض .
لم تكن جين اجتماعيه فقد كانت تتميز بهدوء نادر كما كانت تحب الرسم وتأمل ما حولها .
و في إحدى أيام الشتاء بينما كانت جين تجلس وحيدة تتأمل منظر البركة ومنظر أسراب الطيور المهاجرة التي كانت تمدها بالأمل وبإحساس الانطلاق في مسيرة الحياة , لاحظت وجود فتاة على الطرف الآخر من البركة , لم تكن فتاة عادية فقد كان باديا للناظر إن حزن السنين قد ارتسم على ملامح وجهها البريء وتمكن منه ,
شعرت جين بفضول كبير فأرادت عن تعرف أكثر عن هذه الفتاة وكانت تفكر بأنها ربما تكون قادرة على مساعدتها , فبدأت بالاقتراب منها وكانت خائفة من رد فعل تلك الفتاة و لا كن شجاعتها وحبها لمساعدة الآخرين غلبا خوفها , اقتربت جين من الفتاة وجلست بقربها وعرضت عليها بعضا من لوحاتها , فأعجبت الفتاة بتلك اللوحات المتقنة , ثم بدأ تعارفهما فكان الفتاة الحزينة تسمى لارا  وتبادلا أطراف الحديث بعد ذلك عن الدراسة وعن الصفوف , وللحظة رن  في مسامع جين سؤال مفاجئ فقد سألتها لارا عن سبب دخولها للمدرسة الداخلية , أطرقت جين برأسها ونظرت إلي البركة فقد دارت في ذاكرتها كل صور الماضي الأليم ثم أجابت أن والديها توفيا عندما كانت صغيرة وتخلى عنها عمها الوحيد الذي كانت أعماله تحتم عليه السفر لمختلف أرجاء البلاد , استوقفتها لارا فلم تكن تريد أن تجرح مشاعر جين وأرادت أن تخفف عنها فقالت لها : اسمعي يا جين لكل منا نصيبه في هذه الحياة وعليه أن يكمل المسير مهما كانت الظروف فالحياة لن تتوقف عند الصدمات , ربما تكون الحياة سلبت منك أغلى ما تملكين ولا كن بقوتك تستطيعين إرجاع جزء منها , هذه هي وصية جدتي الغالية لي وها أنا اعمل بها رغم كل الألم الذي واجهته , أدركت جين أن صديقتها الجديدة حملت آلاما تفوق آلامها ولا كنها مع ذلك بقيت صامدة قويه , لم تكن جين تود ان تعرف ما هي آلام لارا فقد كان كافيا ما سمعته منها  , ومنذ تلك اللحظة أصبحت لارا هي الصديقة المقربة لجين , كانا يتقاسمان كل شي , ويساعدان بعضهما في كل شي , إلى أن جاء اليوم الذي سيتخرجان فيه من عالم المدرسة الصغيرة إلى العالم الخارجي
وحان الوقت لان تذهب كل منهما في طريق مختلف لتبحث عن مستقبلها فكانت جين تود أن تصبح رسامة وأرادت لارا أن تصبح طبيبة , طلبت لارا من جين في ذلك اليوم ان يجلسا في المكان نفسه الذي جمعهما لأول مره وليعيدا العهد على نفسيهما بان لا يستسلما للضعف مهما كانت الظروف , وأنهما سيتبادلان الإخبار إلى أن يأتي اليوم الذي تجتمعان فيه مره أخرى , وبعد انتصاف الشمس في كبد السماء ودعا المعلمات والأصدقاء وكان وداعا حارا وبعدها كانت بوابة المدرسة هي آخر محطة تجمع بينهما وتشهد دموعهما
وبعد مرور السنين انقطعت الرسائل بينهما و تزوجت جين رجلا ثريا وعاشت في منزل أشبه بالقصر كما تزوجت لارا طبيبا درس معها في كلية الطب
وعاش كل منهما حياة رغيدة مليئة بالفرح والهناء , وفي احد الأيام
بينما كانت جين تجلس في حديقة منزلهم , منهمكة في رسم لوحتها إذا بزوجها يأتي ومعه زائرون و كانت المفاجأة عظيمة لجين فقد كانت الزائرة هي صديقتها الحميمة لارا وكان زوج لارا قريبا لعائلة ايدوارد زوج جين  , فكم كانت لحظة سعيدة جمعت الصديقتين من جديد , فأصبحتا قريبتين كما كانا في السابق ليكملا مسيرة حياتهما السعيدة .

هناك 3 تعليقات:

mona يقول...

قصه رائعه وجميله ...
تحمل في طياتها اجمل المعااني
تقبلي مروري وشكري

Ẽ Ł ĥ α ṃ ™ يقول...

تسسسلم يدك لمو

صوصه عجيبه يقول...

القصة مؤثرة وحلوه..
أعجبني جداً الرسالة التي تريد إيصالها للقارئ..
رائعة وشكراً..